الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال **
44147- إن الحمد لله، أحمده وأستعينه، نعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ إن أحسن الحديث كتاب الله قد أفلح من زينه الله في قلبه وأدخله في الإسلام بعد الكفر، واختاره على ما سواه من أحاديث الناس إنه أحسن الحديث وأبلغه، أحبوا من أحب الله، أحبوا الله من كل قلوبكم، ولا تملوا كلام الله وذكره، ولا يقسى قلوبكم، فقد سماه الله خيرته من الأعمال والصالح من الحديث وعلى كل ما آوى (آوى: يقال: أويت إلى المنزل وأويت غيري وآويته، ويقال: أوى وآوى بمعنى واحد. أ ه 1/82 النهاية. ب) الناس من الحلال والحرام، فاعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. واتقوه حق تقاته. واصدقوا الله صالح ما تقولون بأفواهكم، وتحابوا بروح الله عز وجل بينكم، إن الله يغضب أن ينكث عبده والسلام عليكم ورحمة الله. (هناد - عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ابن عوف مرسلا). 44148- إن الحمد لله، ما شاء جعل بين يديه وما شاء جعل خلفه، وإن من البيان سحرا. (حم، طب - عن معن بن يزيد). 44149- عن البراء بن عازب قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أسمع العواتق في الخدور ينادي بأعلى صوته: يا معشر من آمن بلسانه ولم يخلص الإيمان إلى قلبه! لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإن من يتبع عورة أخيه المسلم يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في جوف بيته. (هب). 44150- عن علي رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا على أصحابه فقال: يا أيها الناس! كأن الموت على غيرنا فيها كتب، وكأن الحق على غيرنا وجب، وكأن الذي يشيع من الأموات سفر عما قليل إلينا راجعون، نأويهم أجداثهم وتأكل تراثهم كانا مخلدون، قد نسينا كل واعظة وأمنا كل جائحة، طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس! طوبى لمن طاب كسبه، وصلحت سريرته، وحسنت علانيته، واستقامت طريقته! طوبى لمن تواضع لله من غير منقصة، وأنفق مالا جمعه في غير معصية، وخالط أهل الفقه والحكمة، ورحم الله أهل الذل والمسكنة! طوبى لمن أنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله، ووسعته السنة ولم يعد عنها إلى بدعة، ثم نزل. (حل). 44151- {مسند حرملة بن عبد الله العنبري} عن حيان ابن عاصم - وكان جده حرملة أبو أمه - حدثتاه جدتاه صفية ودحية ابنتا عليبة أن حرملة بن عبد الله أخبرهم أنه خرج حتى أتي النبي صلى الله عليه وسلم - وكان عنده حتى عرفة - فقال حرملة: ارتحلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأزداد من العلم، فجئت حتى قمت بين يديه ثم قلت يا رسول الله! ما تأمرني أن أعمل به؟ قال يا حرملة! ائت المعروف واجتنب المنكر، فذهبت حتى أتيت راحلتي، ثم رجعت فقمت بين يديه في مقامي أو قريبا منه فقلت: يا رسول الله! ما تأمرني؟ قال يا حرملة! ائت المعروف واجتنب المنكر، وانظر الذي سمعت أذنك يقوله القوم من الخير إذا قمت من عندهم فأته، وانظر الذي تكره أن يقوله القوم لك إذا قمت من عندهم فاجتنبه، قال حرملة: فلما قمت من عنده نظرت فإذا هما أمران لم يتركا شيئا: إتيان المعروف واجتناب المنكر. (ابن النجار). 44152- {أيضا} عن ضرغامة بن عليبة بن حرملة حدثني أبي عن أبيه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في ركب من الحي، فصلى بنا صلاة الصبح فجعلت انظر الذي بجنبي فما أكاد أعرفه من الغلس، فلما أردت الرجوع قلت: أوصني يا رسول الله! قال: اتق الله، وإذا كنت في مجلس فقمت عنه فسمتعهم يقولون ما يعجبك فأنه، وإذا سمعتهم يقولون ما تكره فلا تأته. (ط، وأبو نعيم). 44153- {مسند أبي دويحة خالد بن رباح} عن خالد بن رباح أخي بلال مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الناس ثلاثة: سالم، وغانم، وشاجب، فالسالم الساكت، والغانم الذي يأمر بالخير وينهى عن المنكر، والشاجب الناطق بالخنى والمعين على الظلم. (كر). 44154- قال الشيخ جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى: وجدت بخط الشيخ شمس الدين بن القماح في مجموع له عن أبي العباس المستغفري قال: قصدت مصر أريد طلب العلم من الإمام أبي حامد المصري والتمست منه حديث خالد بن الوليد فأمرني بصوم سنة، ثم عاودته في ذلك فأخبرني باسناده عن مشايخه إلى خالد بن الوليد قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني سائلك عما في الدنيا والآخرة، فقال له: سل عما بدا لك. قال: يا نبي الله! أحب أن أكون أعلم الناس، قال: اتق الله تكن أعلم الناس. فقال: أحب أن أكون أغنى الناس، قال: كن قنعا تكن أغنى الناس. قال: أحب أن أكون خير الناس، فقال: خير الناس من ينفع الناس فكن نافعا لهم. فقال: أحب أن أكون أعدل الناس، قال: أحب للناس ما تحب لنفسك تكن أعدل الناس. قال: أحب أن أكون أخص الناس إلى الله تعالى، قال: أكثر ذكر الله تكن أخص العباد إلى الله تعالى. قال: أحب أن أكون من المحسنين، قال: اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يرك [يراك؟؟]. قال: أحب أن يكمل إيماني، قال: حسن خلقك يكمل إيمانك. فقال: أحب أن أكون من المطيعين، قال: أد فرائض الله تكن مطيعا. فقال: أحب أن ألقى الله نقيا من الذنوب، قال اغتسل من الجنابة متطهرا تلقى الله يوم القيامة وما عليك ذنب. قال: أحب أن أحشر يوم القيامة في النور، قال: لا تظلم أحدا تحشر يوم القيامة في النور. قال: أحب أن يرحمني ربي، قال: ارحم نفسك وارحم خلق الله يرحمك الله. قال: أحب أن تقل ذنوبي، قال: استغفر الله تقل ذنوبك. قال: أحب أن أكون أكرم الناس، قال: لا تشكون الله إلى الخلق تكن أكرم الناس. فقال: أحب أن يوسع علي في الرزق، قال: دم على الطهارة يوسع عليك في الرزق. قال: أحب أن أكون من أحباء الله ورسوله، قال: أحب ما أحب الله ورسوله وأبغض ما أبغض الله ورسوله. قال: أحب أن أكون آمنا من سخط الله، قال: لا تغضب على أحد تأمن من غضب الله وسخطه. قال: أحب أن تستجاب دعوتي، قال: اجتنب الحرام تستجب دعوتك. قال: أحب لا يفضحني الله على رؤس الأشهاد، قال: احفظ فرجك كيلا تفتضح على رؤس الأشهاد. قال: أحب أن يستر الله على عيوبي، قال: استر عيوب إخوانك يستر الله عليك عيوبك. قال: ما الذي يمحو عني الخطايا، قال: الدموع والخضوع والأمراض. قال: أي حسنة أفضل عند الله، قال: حسن الخلق والتواضع والصبر على البلية والرضاء بالقضاء. قال: أي سيئة أعظم عند الله، قال: سوء الخلق والشح المطاع. قال: ما الذي يسكن غضب الرحمن؟ قال: إخفاء الصدقة وصلة الرحم. قال: ما الذي يطفئ نار جهنم؟ قال: الصوم. [انظر أول الحديث: قال الشيخ جلال الدين...] 44155- عن أبي أيوب أن رجلا قال: يا رسول الله! عظني وأوجز، قال: إذا كنت في صلاتك فصل صلاة مودع، وإياك وما يعتذر منه! واجمع اليأس مما في أيدي الناس. (ك). 44156- عن سعد الأنصاري عن إسماعيل بن محمد الأنصاري عن أبيه عن جده أن رجلا من الأنصار قال: يا رسول الله! أوصني وأوجز، قال: عليك باليأس مما في أيدي الناس، وإياك والطمع! فإنه الفقر الحاضر، وصل صلاتك وأنت مودع، وإياك وما يعتذر منه. (الديلمي). 44157- {مسند أبي ذر} يا أبا ذر! ألا أوصيك بوصايا إن أنت حفظتها نفعك الله بها: جاور القبور تذكر بها وعيد الآخرة، وزرها بالنهار ولا تزرها بالليل، واغسل الموتى فإن في معالجة جسد خاو عظة، واتبع الجنائز فإن ذلك يحرك القلب ويحزنه واعلم أن أهل الحزن في أمن الله، وجالس أهل البلاء والمساكين وكل معهم ومع خادمك لعل الله يرفعك يوم القيامة، والبس الخشن والصفيق من الثياب تذللا لله عز وجل وتواضعا لعل الفخر والعز لا يجدان فيك مساغا، وتزين أحيانا في غنى الله بزينة حسنة تعففا وتكرما، فإن ذلك لا يضرك إن شاء الله، وعسى أن تحدث لله شكرا، يا أبا ذر! إنه لا يحل فرج إلا من وجهين: نكاح المسلمين بولى وشاهدي عدل، أو فرج تملك رقبته، وما سوى ذلك زنى، يا أبا ذر! إنه لا يحل قتل نفس إلا باحدى ثلاث: النفس بالنفس، والثيب الزاني، والمرتد عن دينه في الإسلام يستتاب فإن تاب وإلا قتل، يا أبا ذر! وكل مال أصبته في غير أربع وجوه فهو حرام: ما أصبت بسيفك، أو تجارة عن تراض، أو ما طابت به نفس أخيك المسلم، وما ورث الكتاب. (ابن عساكر). 44158- عن أبي ذر قال: دخلت المسجد فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وحده فجلست إليه فقال: يا أبا ذر! إن للمسجد تحية، وتحيته ركعتان فقم فاركعهما، قال: فقمت فركعتهما، ثم قلت؛ يا رسول الله! إنك أمرتني بالصلاة، فما الصلاة؟ قال: خير موضوع، فمن شاء أقل ومن شاء أكثر، قلت: يا رسول الله! أي الأعمال أحب إلى الله عز وجل؟ قال: إيمان بالله وجهاد في سبيله، قلت: فأي المؤمنين أكملهم إيمانا؟ قال: أحسنهم خلقا، قلت: فأي المسلمين أسلم، قال: من سلم الناس من لسانه ويده، قلت: فأي الهجرة أفضل؟ قال: من هجر السيئات، قلت: فأي الليل أفضل؟ قال: جوف الليل الغابر، قلت: فأي الصلاة أفضل؟ قال: طول القنوت، قلت: فما الصيام؟ قال: فرض مجزيء وعند الله أضعاف كثيرة، قلت: فأي الجهاد أفضل؟ قال: من عقر جواده وأهريق دمه، قلت: فأي الرقاب أفضل؟ قال: أغلاها ثمنا وأنفسها عند أهلها، قلت: فأي الصدقة أفضل؟ قال: جهد من مقل تسر إلى فقير، قلت: فأي آية ما أنزل الله عليك أفضل؟ قال: آية الكرسي؛ ثم قال: يا أبا ذر! ما السماوات السبع مع الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة، قلت: يا رسول الله! كم الأنبياء؟ قال: مائة ألف وعشرون ألفا، قلت: كم الرسل من ذلك؟ قال: ثلاثمائة وثلاثة عشر جما غفيرا، قلت: من كان أولهم؟ قال: آدم، قلت: أنبي مرسل؟ قال: نعم، خلقه الله بيديه ونفخ فيه من روحه ثم سواه وكلمه قبلا، ثم قال: يا أبا ذر! أربعة سريانيون: آدم وشيث وخنوخ - وهو إدريس وهو أول من خط بالقلم - ونوح، وأربعة من العرب: هود وصالح وشعيب ونبيك؛ يا أبا ذر! وأول الأنبياء آدم وآخرهم محمد، وأول نبي من أنبياء بني إسرائيل موسى وآخرهم عيسى، وبينهما ألف نبي. قلت: يا رسول الله! كم كتاب أنزل الله؟ قال: مائة كتاب وأربعة كتب، أنزل على شيث خمسون صحيفة وأنزل على خنوخ ثلاثون صحيفة، وأنزل على إبراهيم عشر صحائف، وأنزل على موسى قبل التوراة عشر صحائف، وأنزل التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، قلت: فما كانت صحف إبراهيم؟ قال: كانت أمثالا كلها: أيها الملك المسلط المغرور المبتلى! إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض، ولكني بعثتك لترد على دعوة المظلوم فإني لا أردها ولو كانت من كافر، وكان فيها أمثال: على العاقل ما لم يكن مغلوبا على عقله أن يكون له ثلاث ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يتفكر فيها صنع الله، وساعة يخلو فيها لحاجته من المطعم والمشرب؛ وعلى العاقل أن لا يكون ظاعنا إلا لثلاث: تزود لمعاد ومرمة لمعاش، أو لذة في غير محرم، وعلى العاقل أن يكون بصيرا بزمانه، مقبلا على شأنه، حافظا للسانه، ومن حسب كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه؛ قلت: فما كان في صحف موسى؟ قال: كانت عبرا كلها: عجبت لمن أيقن بالموت ثم هو يفرح، عجبت لمن أيقن بالنار: ثم هو يضحك، عجبت لمن أيقن بالقدر ثم هو ينصب، عجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها لأهلها ثم اطمأن إليها، عجبت لمن أيقن بالحساب غدا ثم لا يعمل، قلت: يا رسول الله! هل فيما أنزل عليك شيء مما كان في صحف إبراهيم وموسى؟ قال: يا أبا ذر! تقرأ {قد أفلح من تزكى - إلى قوله: صحف إبراهيم وموسى}. قلت: يا رسول الله! أوصني، قال: أوصيك بتقوى الله فإنه رأس الأمر كله، قلت: زدني، قال: عليك بتلاوة القرآن وذكر الله، فإنه نور لك في الأرض وذكر لك في السماء، قلت: زدني، قال: إياك وكثرة الضحك! فإنه يميت القلب ويذهب بنور الوجه، قلت: زدني، قال عليك بالصمت إلا من خير، فإنه مطردة للشيطان عنك وعون لك على أمر دينك، قلت: زدني، قال: عليك بالجهاد، فإنه رهبانية أمتي، قلت: زدني، قال: أحب المساكين وجالسهم، قلت: زدني، قال: انظر إلى من تحتك ولا تنظر إلى من فوقك، فإنه أجدر أن لا تزدري نعمة الله عندك، قلت: زدني، قال: لا تخف في الله لومة لائم، قلت: زدني، قال: قل الحق وإن كان مرا، قلت: زدني، قال: ليردك عن الناس ما تعرف من نفسك، ولا تجد عليهم فيما يأتي، وكفى بك عيبا أن تعرف من الناس ما تجهل من نفسك أو تجد عليهم فيما تأتي، يا أبا ذر! لاعقل كالتدبير، ولا ورع كالكف؛ ولا حسب كحسن الخلق. (الحسن بن سفيان، حب، حل، كر). 44159- عن ابن عباس قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد متوكئا وهو يقول: أيكم يسره أن يقيه الله من فيح جهنم، ثم قال: ألا! إن عمل الجنة حزن بربوة - ثلاثا، ألا - إن عمل النار - أو قال: الدنيا - سهل بسهوة - ثلاثا، والسعيد من وقى الفتن، ومن ابتلى فصبر فيا لها ثم يا لها. (هب). 44160- عن ابن عباس قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد الخيف فحمد الله وذكره بما هو أهله ثم قال: من كانت الآخرة همه جمع الله شمله وجعل غناه بين عينيه وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه فرق الله شمله وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له. (طب، وأبو بكر الخفاف في معجمه، وابن النجار). 44161- عن ابن عمر قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: أوصني، قال: تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم وتحج وتعتمر وتسمع وتطيع. وعليك بالعلانية! وإياك والسرائر. (ابن جرير، ك). 44162- عن أم الوليد بنت عمر بن الخطاب قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيها الناس: أما تستحيون! تجمعون ما لا تأكلون، وتبنون ما لا تسكنون، وتؤملون ما لا تدركون، أما تستحيون من ذلك. (الديلمي). 44163- عن علي قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا فقال: يا أيها الناس! إنكم في دار هدنة، وأنتم على ظهر سفر، السير بكم سريع فأعدوا الجهاز لبعد المسافة. (الديلمي). 44164- عن علي قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أوصني وأوجز، قال: هيئ جهازك، وأصلح زادك، وكن وصى نفسك، فإنه ليس من الله عوض ولا لقول الله خلف. (الديلمي، وفيه محمد بن الأشعث). 44165- عن عنبسة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن الحسن عن أمه فاطمة بنت الحسين عن أبيها عن جدها علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن العباس: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، جف القلم [بما هو كائن إلى يوم القيامة، فلو جهد الخلائق أن ينفعوك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يقدروا، فإن استطعت أن تعمل لله بالرضاء باليقين فاعمل، وإن لم تستطع فإن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا، واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا]. (ابن بشران) (أخرجه الترمذي صدر الحديث ما عدا ما بين الحاصرتين كتاب صفة جهنم باب رقم 22 ورقم الحديث 2638 وقال حسن صحيح. ص). 44166- عن عمير بن عبد الملك قال: خطبنا علي بن أبي طالب على منبر الكوفة قال: كنت إن لم أسأل النبي صلى الله عليه وسلم ابتدأ بي وإن سألته عن الخير أنبأني، وإن حدثني عن ربه وجل؟؟ قال: يقول الله عز وجل: وارتفاعي فوق عرشي! ما من أهل قرية ولا أهل بيت ولا رجل ببادية كانوا على ما كرهت من معصيتي ثم تحولوا عنها إلى ما أحببت من طاعتي إلا تحولت لهم عما يكرهون من عذابي إلى ما يحبون من رحمتي، وما من أهل قرية ولا أهل بيت ولا رجل ببادية كانوا على ما أحببت من طاعتي ثم تحولوا عنها إلى ما كرهت من معصيتي إلا تحولت لهم عما يحبون من رحمتي إلى ما يكرهون من غضبي. (ابن مردويه). 44167- عن اليمان بن حذيفة عن علي بن أبي حنظلة مولى علي ابن أبي طالب عن أبيه عن علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن أشد ما أتخوف عليكم خصلتان: اتباع الهوى، وطول الأمل؛ فأما اتباع الهوى فإنه يعدل عن الحق، وأما طول الأمل فالحب للدنيا، ثم قال: ألا إن الله تعالى يعطي الدنيا من يحب ومن يبغض، وإذا أحب عبدا أعطاه الإيمان، ألا! إن للدين أبناء، وللدنيا أبناء فكونوا من أبناء الدين، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، ألا إن الدنيا قد ارتحلت مولية والآخرة قد ارتحلت مقبلة، ألا! وإنكم في يوم عمل ليس فيه حساب، ألا! وإنكم توشكون في يوم حساب وليس فيه عمل. (ابن أبي الدنيا في قصر الأمل، ونصر المقدسي في أماليه، واليمان ضعيف). 44168- عن جابر بن عبد الله قال: دخلت على علي بن أبي طالب فقلت له: ما علامة المؤمن؟ قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله! ما علامة المؤمن؟ قال: ستة أشياء حسن ولكن في ستة من الناس أحسن: العدل حسن ولكن في الأمراء أحسن، والسخاء حسن ولكن في الأغنياء أحسن، الورع حسن ولكن في العلماء أحسن، الصبر حسن ولكن في الفقراء أحسن، التوبة حسن ولكن في الشباب أحسن، الحياء حسن ولكن في النساء أحسن. (الديلمي). 44169- عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في خطبة: أيها الناس! قد بين الله لكم في محكم كتابه ما أحل لكم وما حرم عليكم، فأحلوا حلاله، وحرموا حرامه، وآمنوا بمتشابهه، واعملوا بمحكمه، واعتبروا بأمثاله. (ابن النجار وسنده واه). 44170- عن أنس قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وادي العقيق فقال: يا أنس! خذ هذه المطهرة املأها من هذا الوادي، فإنه واد يحبنا ونحبه، فأخذتها فملأتها وعجلت ولحلقت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد علي، فلما سمع حسي التفت إلي فقال: يا أنس! فعلت ما أمرتك به؟ قلت: نعم يا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟؟، فأقبل على علي فقال: يا علي! ما من حياة إلا استتبعها عبرة، يا علي! كل هم منقطع إلا هم النار، يا علي! كل نعيم يزول إلا نعيم الجنة. (ابن النجار وفيه الحسن بن يحيى الخشني متروك). 44171- عن الحسن عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيما يروى عن ربه: ابن آدم! أربعة خصال: واحدة منهن لي، وواحدة لك، وواحدة فيما بيني وبينك، وواحدة فيما بينك وبين عبادي؛ فأما التي عليك فتعدبدني ولا تشرك بي شيئا، وأما التي لك فما عملت من خير جزيتك به، وأما التي بيني وبينك فمنك الدعاء وعلي الإجابة، وأما التي بينك وبين عبادي فارض لهم ما ترضى لنفسك. (ابن جرير). 44172- عن هارون بن يحيى الحاطبي عن عثمان بن عمرو بن خالد الزبيري عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما الصنيعة إلى ذي دين أو حسب، وجهاد الضعفاء الحج، وجهاد المرأة حسن التبعل لزوجها، والتودد نصف الإيمان - وفي لفظ: نصف الدين - وما عال امرؤ اقتصد - وفي لفظ: وما عال امرؤ على اقتصاد - واستنزلوا الرزق بالصدقة، وأبى الله إلا أن يجعل أرزاق عباده المؤمنين من حيث لا يحتسبون - وفي لفظ: وأبى الله أن يجعل أرزاق عباده المؤمنين إلا من حيث لا يحتسبون. (العسكري في الأمثال وقال: ضعيف بمرة؛ حب في الضعفاء). 44173- حدثنا أبو الطيب أحمد عبد الله الدارمي حدثنا أحمد ابن داود بن عبد الغفار حدثنا أبو مصعب حدثنا مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال: اجتمع علي بن أبي طالب وأبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح فتماروا في شيء فقال لهم علي: انطلقوا بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نسأله، فلما وقفوا عليه قالوا: يا رسول الله! جئنا نسألك عن شيء! قال: إن شئتم سألتموني وإن شئت أخبرتكم بما جئتم له! قالوا: حدثنا عن الصنيعة، قال: لا ينبغي أن يكون الصنيعة إلا لذي حسب أو دين، جئتم تسألوني عن البر وما عليه العباد فاستنزلوه بالصدقة، وجئتم تسألوني عن جهاد المرأة، جهاد المرأة حسن التبعل لزوجها، جئتم تسألوني عن الرزق من أين يأتي، أبى الله أن يرزق عبده المؤمن إلا من حيث لا يعلم. (قال حب: موضوع، آفته أحمد بن داود، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات، وأخرجه قط في الأفراد وقال: غريب من حديث مالك، تفرد به أحمد بن داود الجرجاني وكان ضعيفا عن أبي مصعب عنه، وأخرجه ابن عبد البر في التمهيد وقال: غريب من حديث مالك، وهو حديث حسن، لكنه منكر عندهم عن مالك، لا يصح عنه ولا أصل له في حديثه، وقال: وحدث بهذا الحديث هارون بن يحيى الخاطبي عن عثمان بن خالد الزبيري عن أبيه عن علي بن أبي طالب، وهذا حديث ضعيف، وعثمان لا أعرفه ولا الراوي عنه، قال في اللسان: أما عثمان فذكره حب في الثقات، وهارون ذكره عق في الضعفاء). 44174- عن عاصم بن ضمرة عن علي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بعث الله يحيى بن زكريا إلى بني إسرائيل بخمس كلمات؛ وكان يحيى تعجبه البرية أن يكون بها، فلما بعث الله عيسى ابن مريم قال: يا عيسى! قل ليحيى إما أن يبلغ ما أرسلت به إلى بني إسرائيل وإما أن تبلغهم، فخرج يحيى حتى أتى بني إسرائيل فقال: إن الله يأمركم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، ومثل ذلك مثل رجل أعتق رجلا وأحسن إليه رزقه وأعطاه فانطلق وكفر ولاء نعمته وتولى غيره، وإن الله يأمركم أن تقيموا الصلاة، ومثل ذلك كمثل رجل دخل على ملك من ملوك بني آدم فسأله فإن شاء أعطاه وإن شاء منعه، وإن الله يأمركم أن تؤتوا الزكاة، ومثل ذلك مثل رجل أسره العدو فأرادوا قتله فقال: لا تقتلوني فإن لي كنزا وأنا أفدي به نفسي، فأعطاه كنزه ونجا بنفسه، وإن الله تعالى يأمركم أن تصوموا، ومثل ذلك مثل رجل مشى إلى عدو وقد اعتد للقتال، فلا يبالي من حيث أتى، وإن الله يأمركم أن تقرأوا الكتاب، ومثل ذلك كقوم في حصنهم سار إليهم عدوهم، ذلك مثل من قرأ القرآن، لا يزالون في حرز وحصن حصين. (العسكري في المواعظ، وأبو نعيم). 44175- عن أنس قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقته الجدعاء وليست بالعضباء فقال: أيها الناس! كأن الموت فيها على غيرنا كتب، وكأن الحق فيها على غيرنا وجب، وكأن الذي يشيع من الأموات سفر عما قليل إلينا راجعون، بيوتهم أجداثهم، وتأكل تراثهم كأنا مخلدون بعدهم، قد أمنا كل جائحة ونسينا كل موعظة، طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس، وأنفق من مال اكتسبه من حلال من غير معصية، ورحم أهل الذل والمسكنة، وخالط أهل الفقه والحكمة، واتبع السنة ولم يعدها إلى بدعة، فأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله، طوبى لمن حسنت سريرته وطهرت خليقته. (كر). 44176- زكريا بن يحيى الوراق قال: قرئ علي عبد الله بن وهب وأنا أسمع: قال الثوري قال مجالد قال أبو الوداك قال أبو سعيد قال عمر بن الخطاب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال أخي موسى عليه السلام: يا رب! أرني الذي كنت أريتني في السفينة، فأوحى الله إليه: يا موسى! إنك ستراه فلم يلبث إلا يسيرا حتى أتاه الخضر، وهو فتى طيب الريح وحسن الثياب، فقال: السلام عليك ورحمة الله يا موسى بن عمران! إن ربك يقرئك السلام ورحمة الله، قال موسى: هو السلام ومنه السلام وإليه السلام، والحمد لله رب العالمين الذي لا أحصي نعمه ولا أقدر على أداء شكره إلا بمعونته، ثم قال موسى: أريد أن توصيني بوصية ينفعني الله بها بعد! قال الخضر: يا طالب العلم! إن القائل أقل ملالة من المستمع فلا تمل جلساءك إذا حدثتهم، واعلم أن قلبك وعاء فانظر ماذا تحشو به وعاءك، فاعزب عن الدنيا وانبذها وراءك، فإنها ليست لك بدار، ولا لك فيها محل قرار، وإنها جعلت بلغة للعباد، ليتزودوا منها للمعاد؛ ويا موسى! وطن نفسك على الصبر تلق الحلم، وأشعر قلبك التقوى تنل العلم، ورض نفسك على الصبر تخلص من الإثم؛ يا موسى! تفرغ للعلم إن كنت تريده، فإن العلم لمن تفرغ، ولا تكونن مكثارا بالنطق مهذارا (مهذارا: أي كثير الكلام. أ ه 5/256 النهاية. ب)، فإن كثرة النطق تشين العلماء، وتبدي مساوي السخفاء، ولكن عليك بالاقتصاد، فإن ذلك من التوفيق والسداد، وأعرض عن الجهال وباطلهم، واحلم عن السفهاء، فإن ذلك فعل الحكماء وزين العلماء. إذا شتمك الجاهل فاسكت عنه حلما وحنانة وحرما، فإن ما بقي من جهله عليك وشتمه إياك أعظم وأكبر؛ يا ابن عمران! ولا ترى أنك أوتيت من العلم إلا قليلا، فإن الاندلاث والتعسف من الاقتحام والتكلف؛ يا ابن عمران! لا تفتحن بابا لا تدري ما غلقه، ولا تغلقن بابا لا تدري ما فتحه! يا ابن عمران! من لا ينتهي من الدنيا نهمته (نهمته: النهمة: بلوغ الهمة بالشيء. أ ه 5/138 النهاية. ب) ولا ينقضى منها رغبته كيف يكون عابدا! ومن يحقر حاله ويتهم الله فيما قضى كيف يكون زاهدا! هل يكف عن الشهوات من غلب عليه هواه! أو ينفعه طلب العلم والجهل قد حواه! لأن سفره إلى آخرته وهو مقبل على دنياه؛ ويا موسى! تعلم ما تعلمته لتعمل به، ولا تتعلمه لتحدث به، فيكون عليك بوره ويكون لغيرك نوره؛ ويا ابن عمران! اجعل الزهد والتقوى لباسك، والعلم والذكر كلامك، وأكثر من الحسنات، فإنك مصيب السيئات، وزعزع بالخوف قلبك، فإن ذلك يرضي ربك، واعمل خيرا، فإنك لا بد عامل سوء قد وعظت إن حفظت. فتولى الخضر وبقى موسى حزينا مكروبا يبكي. (عد، طس، والمرهبي في العلم، خط في الجامع، وابن لال في مكارم الأخلاق، والديلمي، كر، وزكريا متكلم فيه لكن ذكره حب في الثقات وقال: يخطئ ويخالف، أخطأ في حديث موسى حيث قال: عن مجالد عن أبي الوداك عن أبي سعيد وهو الثوري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال موسى - الحديث، وقال عق في أصل ابن وهب: قال سفيان الثوري: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال - فذكره).
|